مغامرتي مع SYRIAN GAMES و OPTICAL MEDIA

أهلا وسهلا بالمتابعين، معكم حيدر. قبل المقدمة، سوف أتطرق حول موضوع إنتاجية الأقراص المقرصنة في سورية، ثم نحكي عن هذه الشركة الغامضة التي أطلقت على نفسها Syrian Games. إسم غريب وكأنها عنوان صناعة الألعاب في العالم العربي لكن... كانت لهم أعمال من فرط غرابتها لفتت إنتباه الصحافة الغربية.

أين تتم عمل النسخ المقرصنة؟

"البحصة هي تجمع من عدة مباني ومحلات بجانب بعضها، غالبها يعمل في بيع قطع الكمبيوتر واللابتوب والكونسول والأكسسوارات. وكانت مشهورة جداً قبل الأزمة [الحرب السورية] وخلال سنوات عديدة منها ببيع الأقراص المكركة وإنتاجها من قبل مكاتب أو محلات فردية.
تراجع بيع قطع المكرك فيها كثيراً خلال الثلاث سنوات الماضية وتراجع بيع قطع الكمبيوتر خلال هذه السنة كثيراً، ونعم السوق مهدد بالإغلاق وتبدل مصالحه إن استمر الوضع هكذا."



ملخص قصة بحثي عن نسخ SYRIAN GAMES:


في البداية، أثناء جمعي للألعاب المعربة الرمادية، حصلت على لعبتين من Syrian Games وبعدها فوجئت أن Syrian Games تملك صفحة في Facebook، (وفي الواقع كانت الصفحة الثانية بعد حذف الأولى، وكان هناك منتدى أيضا يرتاده معدلوها وأحدهم له صورة بروفايل CJ نفسها التي تراها في كل أغلفتهم) ... فقلت لنفسي لأسألهم، لعل وعسى أن يساعدوني. فسألتهم عن قائمة الألعاب المدبلجة، ولكن للأسف لم ألق آذاناً صاغية على رسائلي، فقمت بالبحث في تاريخ منشوراتهم وعن الصور التي قاموا بنشرها. وهنا لقيت معلومات جديدة...

 

Syrian Games كان موزع ألعاب (رمادية بالأساس) في سورية بدأ النشاط في عام 2007. وليس هذا كل شيء، بل قامت أيضاً بتوزيع البعض من أعمال الرسوم المتحركة، وفي الغالب أن النسخ المعربة الرمادية استوردت من قبلها، وهذه النسخ من إنتاجها وإنتاج محمد حامد وغيره من المعربين، لكن كانت لها تعديلات من انتاجها هي.

اشتهرت الشركة بتعديلاتها الخفيفة (موديلات وخلفيات وأغاني) للعبة "جتا" أو "حرامي السيارات"، أي GTA Vice City في الغالب. وهذه التعديلات تلونت بألوان كثيرة، على غرار: الزير سالم، أمير بلاد فارس، وغيره. 

لكنها أيضا حاولت تعريب بعض الأعمال على غرار God of War بجزئيها، تعريبا صوتيا فقط، أو Dead to Rights 2، والنتيجة كانت... مشينة.

بالنسبة للشركة حاليا، من فرط إنتاجهم (ومسالك تصديرهم لبنغازي وبغداد من سوريا) كان محل نسخ الأقراص المكركة من الألعاب التي بنسخهم يطلقون عليه تسمية "المصنع"... لكن عملياته توقفت مؤخرا، حديثا جدا، مع 2021. مع أن أزمات الأوبئة العالمية والحرب السورية من بين الأسباب الأساسية، إلا أن مصادر مطلعة تلمح أن لبيئة العمل دور... أجور منخفضة مقابل معاملة سيئة وبعض هذه الشكاوي وصلت النت! نعم حتى سيريان غيمز مرت بنسختها من تشكيات الموظفين السابقين على Glassdoor، تغيير النشاط لبيع السماعات وهاردوير الحاسب، وربما عذاب الضمير؟



ويذكر أنه حوالي 2012 صارت صور أغلفتهم مصدرا للتندر من جمهور اللاعبين في العالم أجمع بعد أن انتشرت صورها مما سبب احتجابا مؤقتا لهم عن الأضواء خاصة أن الشركات صاحبة الألعاب لم تتقبل النكتة.

الكم يغلب الكيف... جتا و الأربعين (ألف) نسخة!!

من يظن أن تعديلات ألعاب كرة القدم كثيرة في سوق الألعاب الرمادية، فهو لم ير نسخ جتا من سيريان غيمز.

عندما ترى العديد من نسخ حرامي السيارات تظن أنك وقعت على كنز ولكن المفاجأة…
تتفاجأ أنها مجرد تغير لمودل الشخصية  فقط وإضافة أغاني (لراديو السيارة) بدون التغيير في تصميم اللعبة.
المهام القصصية تكون برمجتها مكسورة، والشخصيات خرساء، في هذه النسخ.

معظم من عاصر جيل (بلي ستيشن 2) وجد هذه النسخ في المحلات وبكثرة كأنها غزو مغولي لمحلات الأقراص ولكن عندما يضعها في الجهاز يتفاجأ بأنه اشترى لعبة أزياء أو شريط موسيقي لا أكثر ولا أقل.

وإلى يومنا هذا، لا زلت أجد العجائب كلما بحثت عنها في المتاجر على الإنترنت، كأنها صندوق كنزٍ تتلهف شوقاً لأجله وبعد شدة التعب والظمأ له..تجد فيه التراب.



أغلفة شركة سيريان غيمز للعبة جتا فايس سيتي بالمئات (بلا مبالغة). وعناصرها الضرورية كالآتي:

  • الحرامي! شخصية كارل جونسون CJ بطل لعبة GTA San Andreas (مع أن سيريان غيمز تنتج تعديلات لجزء GTA Vice City ؟؟؟) وقد ظهر في 90% من الحالات. ومع أن المفروض أن يكون أسودا إلا أنهم بيضوه وسمروه بدرجات متفاوتة لتفادي التكرار. أقدمت الشركة على المجازفة بشخصيات أخرى ملثمة، لكن سيجي ظل من ثوابتها التي لا تتجزأ. وإن ظننتم أنه الشخصية المفضلة لمصمم الأغلفة، وربما يعلق صوره ويستعملها في بروفايلاته على النت... فستظنون أيضا أن السماء زرقاء.
    يشغل الحرامي حوالي 30% إلى 45% من مساحة الغلاف دوما.
  • السيارة! إختيارية وليست شرطا. قد تعوض بمؤثرات قوس قزح أو أمواج ملونة بالأزهار مثلما يفعل أي شخص يقول الفوتوشوب شغفي.
    تشغل السيارة حوالي 20% من مساحة الغلاف.
  • الشخصية/الفكرة التي لا علاقة لها بلعبة جتا! وهذه أيضا شرط!
    وضروري يكون الإعلان كاذبا، و ما في اللعبة لا علاقة له بما يوهمه الغلاف.
    تشغل الشخصية الـ 30% الباقي من الغلاف.
  • شعار بلاي ستيشن 2! وأحيانا يكون اكس بوكس، من باب تنويع السوق.

تجد فيها Crossovers تخلط  بأي شخصية ظهرت في الإعلام العربي والغربي. فتجده مع سونيك، مع ماريو، مع سبونج بوب، أو معهم الثلاثة مجتمعين، أو حتى باربي (لجمهور حراميات السيارات الصاعدات من 4 سنوات فصاعدا)، وأبطال كومكسات مارفل، وانميات ناروتو، هذا إن لم يتصور لك مع مايكل جاكسون أو حسين الجسمي أو نجوم الموسيقى الكردية (نعم، والغلاف باللغة الكردية! وهذا توسع مذهل للنشاط من شركة سيريان غيمز خارج نطاق التعريب لم يسبقهم أحد لها)

كارل جونسون هذا نال من التقديس والحب في أغلفة سيريان غيمز ما لم تنله صورة حسني مبارك في المسلسلات المصرية، وتحصل على سلاسل أغلفة، كل سلسلة مخصصة لمسلسل مثل وادي الذئاب (التركي) أو باب الحارة، كل مسلسل حصل على تسع أو عشر أغلفة كل غلاف من شخصية. حتى العجوز أم جوزيف في باب الحارة حصلت على غلافها مع كارل جونسون! وماذا عن المدن؟ كل دولة نالت حظها من كارل ساغان، عفوا جونسون، مثلا الإمارات حصلت على غلاف لكارل جونسون يشرف مدينة DUBAY (...هذه أين؟) و أبو ظبي، بينما ليبيا التي مرت ببعض الحروب وتغيرت راية علمها وعاصمتها كم مرة تحصلت على أغلفة مختلفة بالمناسبة وبالمناسبة وضعت شركة سيريان غيمز عمامة على رأس كارل جونسون، ومع أن هذا يخالف صورتنا عن كارل جونسون ويضر بهويته الفنية إلا أنه لا شيء يهون في سبيل إرضاء أشقائنا العرب.

يذكر أن شركة سيريان غيمز لم تكن الطرف العربي الوحيد الذي ينتج نسخا مقلدة من جتا (يذكر منصور مثلا نسخة عوضت بها كل الشخصيات بشرطيات يرتدين البيكيني، أنتجها واحد مصري ترك بصمته في شاشة العنوان) لكنها بطريقة إغراق السوق بكاريزما كارل جونسون تمكنت أن تدفن كل المنافسة (بما فيها روكستار) تحت السبام.

مرت هذه الأغلفة مثل أي تحفة فنية، بعدة مراحل تصميمية، صنفناها إلى ثلاثة مراحل. لكن ال original run كان المذهل أكثر من بينها...







وهذا غيض من فيض. شكرا لك يا كريتوس.

هذه التعريبات خلفت انطباعا كبيرا لدرجة أن الصحافة العالمية كتبت عنها، ولدرجة أن بعض ضحايا الفوتوشوب تكلموا عنها. فعلى سبيل المثال في هذا المقال من 2009 من جريدة الرياض، اكتشف الممثل فايز المالكي (من "رحلة مناحي") أن وجهه موجود في غلاف من إنتاج سيريان غيمز وسط رفقة شخصيات عطرة السمعة، يراها في دكاكين الأقراص والإلكترونيات أينما ولى وجهه. طبعا، لم يرها أنها "شرف" له أن يستغل وجهه بهذه الطريقة كما استغلت كل شخصيات التاريخ الحديث في سبيل ترويج محل أقراص مغمور للعبة وحيدة (1) كي يشتريها الأطفال البسطاء مهما كان الشيء الذي يبحثون عنه. بل اعتبرها تشويه سمعة كما يظن أي شخص طبيعي في محله.

وهنا انضم فايز المالكي لدعاة حظر لعبة... جتا فايس سيتي (أي "مدينة الإثم"، والخير من عنوانها ينضح) من البيع في المملكة العربية السعودية! ويجدر القول أن قرار المنع حصل فعلا لكامل السلسلة لكن بالأساس بسبب محتواها الخليع والعنيف (مثل عدة دول أخرى)، وهذا المنع عطل محاولات لروكستار لترويج عملهم في الشرق الأوسط.
هل كانت هذه من مصادفات القدر السعيدة، أم خطة شطرنج ثماني الأبعاد حبكتها شركة Syrian Games كي تزاح كل المنافسة نهائيا من السوق، بما فيها شركة روكستار نفسها؟ إذ أن كارل مرقص سيريان غيمز يجيد التنكر بألف وجه وتحت ألف إسم، بينما نسخة نجم الصخر روكستار متحجرة في شكل واحد ولا تستطيع التأقلم مع مناخنا الصحراوي.


ألهمت حالة سيريان غيمز الكثيرين حول العالم لإنتاج نسخ مشابهة، وتبادلوا السرقات من بعضهم. هذا مثال من أندونيسيا:




GOD OF WAR النسخة المدبلجة!!

كلنا نعرف الصورة النمطية عندنا عن كريتوس أنه شديد البأس، حازم في أموره، بل هو تجسد الغضب والجنون من أجل الانتقام، أيضا أسلوب سرد القصة مع الراوية يشعرك بمعاناة كريتوس.

بينما قامت Syrian Games فأفسدت ميزاته وغيرت صفاته ، فصوت كريتوس الذي تشعر أن فيه غضبةً عارمة، ورواية القصة المحبوكة التي جعلوها منسوجة ، وبكل طاقم العمل الذي بذل جهده في أداء الشخصيات لعبوا، فاستبدلوه بأصوات ممثلين… (لا أعرف ماذا أكتب)

حشروا شعارهم في كل مشهد حتى كأنهم هم اللعبة وهم المشهد. وفي كل مشهد تأتيك هذه الجملة بصوت آلي "تمت عمليات الدوبلاج في استديوهات شركة  Syrian Games

فصوتياتهم غير صافية ولا أعلم لم تشعر أن صوت الراويلا أعرف ما القول المناسب له (ممطط، محور بالآلة) فعدلوا صوته لدرجة تشمئز نفسك سماعه. لا نعرف هل الآلة تستطيع أن تحول صوت رجل إلى صوت أثينا، لكن سيريان غيمز حاولت...

لحسن الحظ وجدنا نسخة مترجمة في المشاهد إلا أن لاحظنا أن أسلوبها اللغوي يشبه أسلوب المدبلج، ولكن تظل أفضل بكثير من النسخة المدبلجة.

أنتجت سيريان غيمز ترجمات أخرى لكن يمكن القول بصفة عامة أن جودتها في أفضل الأحوال تكون دون المتوسط مقارنة ببقية الترجمات الرمادية، وفي أسوء الأحوال تكون... لا علينا.


 

لغز شركة OPTICAL GAMES ... و فيصل عبد الواحد "عميد المترجمين"...

أما بالنسبة لـ OPTICAL MEDIA فحالتها شبيهة ب SYRIAN GAMES، لكنها لم تكن بتلك السيط والشهرة مثلها ولا بضخامة إنتاجها، وتاريخها مجهول، لكنها اشتهرت بتعريب نصي حقيقي لعبة GTA SA.


عادة في بحثي عن الألعاب، أجد ألعاباً مدبلجة؛ لكن.. هذه كانت مختلفة! ، لفت انتباهي غلافها المعنون  ب"القصة العربية"، ترجمة جميع حوارات اللعبة، فاشتريتها وجربتها بضع دقائق، وجدتها مترجمة؛ لكن الأحرف لم تكن متناسقة، الترجمة ليست بتلك الحرفية ، تقبلتها على مضض إلى أن وصلني الخبر (أن من جربوا اللعبة فوجئوا بنقصِ وغموضِ في الترجمة؛ حتى غوغل عند استدعائه تبرأ منها!!)

لم أكن راغباً بتجربتها، لكن أخونا ملزلز قام مشكوراً بتختيمها ، وهنا ذهلت بفيض الأخطاء الهائل في الترجمة لدرجة أن ملزلز بنفسه اضطر لترجمة بعض الحوارات بعد أن أعياه هذا الهول المستطير



وهو من أعطى فيصلاً رتبة "عميد المترجمين" ((واهدر))، فكان اسماً على مسمى اشتهر به من حيث لا يريد الشهرة والتصق به من حيث لم يرد الالتصاق، صحيح أن ترجمته قديمة فقد خرجت للنور بين عامي 2010 أو 2011 إلا أنها جديدة في تفسيرها لمعنى الترجمة 😂 .  

حاولت وحاولت محاولاتٍ عديدة وبائسة  للتواصل مع عميد المترجمين لأعرف ولو قليلاً عن تعريباتٍ له أخرى ولكن ويا للأسف لم ألق تفاعلاً.. [تحديث: حصلت على بلوك]

 




كانت سيريان غيمز محقة في حدسها الذي لا يخطئ أن ما أنتجته كان تراثا تتحدث عنه الأجيال... بل ونذهب لدرجة القول أن ما أنتجوه من أغلفة لا يقل قيمة عما أنتجوه من تعديلات ألعاب... من الناحية الكوميدية.
فكرت سيريان غيمز أن تنشر أعمالها على النت ليحملها الجمهور الذي يكن لها النوستالجيا، حتى أنهم عملوا استبيانا بالخصوص، لكن رغم حماس الجمهور للفكرة، تشككت سيريان غيمز (التي أجابت "نعم... ولكن الألعاب قليلة الحجم فقط") وفي الأخير قبرت الفكرة.
أهو خوف من المنافسة؟ لكن المتاجر السودانية توزع ألعابهم بكثرة مهولة بدون أي علم منهم، ونعم ينسخون من نسخهم. أيا يكن من أمر، فقد حصلنا على بعض أعمالهم...


SYRIAN GAMES:


OPTICAL MEDIA:

شكر خاص

أولا، أحب أن أشكر أخوَي شام الذي شاركني بمعلوماته، ومنصور في مشاركتهما معي في كتابة المقال، وأيضا أشكر زيزو تيقر (عبد العزيز) و ملزلز (عبد الله) في توفير God of War  المترجمة في المشاهد. كذلك إخواني من العراق عباس داغر، ومحمد الباقر في توثيق فيديو للنسخة المدبلجة لعبة God of War أيضا.

الوسوم

إرسال تعليق

13تعليقات
  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. احسنت جزاك الله خيرآ

    ردحذف
  3. مقال جدا رهيب و رجعلي ذكريات الطفولة بسوريا لما كنت اتحمس كتير من هالنسخ و بكل برآة فكرهم ألعاب جدد

    ردحذف
  4. مقال راائع وما توقعت حدا يحكي عن هالتعريبات والتعديلات ,ذكرتني بمنطقة الجميلية وادي سيليكون حلب 😍

    ردحذف
  5. اخي أين روابط gta sa المذكورة فوق

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح أن عندي بعضا منها، لكن لم أجد أنها تستحق النشر.

      حذف
  6. اين الباسورد gta للضروره

    ردحذف
  7. اخي عيد رفع نسخة god of war 2 المترجمه ولو موجود النسخة الاولي ارفعها

    ردحذف
  8. ممكن اعادة رفع god of war و2مدبلجة وشكرا

    ردحذف
  9. يرجئ اعاده رفع الملفات

    ردحذف
إرسال تعليق

#buttons=(قبول !) #days=(20)

يستخدم الموقع ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك.
Accept !