هذه المرة وعلى خلاف المقالات السابقة، سنسلط الضوء على معرب من جمهور الهواة له انتاجات كثيرة لكن للأسف لم تلق اهتماما كبيرا. شخصيا، عندما بحثت عنها في محرك غوغل، لم ألق لها أثرا سوى منتدى واحد يتحدث عن تعريب ماكس باين، بروابط منتهية محذوفة. تمكنت من التواصل مع هذا المعرب القدير، وكان لي معه لقاء أجاب عن الكثير من تساؤلاتي، كما أنه كان فرصة لمشاركة ألعابه كي يكتشف الجمهور هذه التعريبات المفقودة أخيرا... لأنه من الظلم الشديد أن تمر هذه المجهودات بدون التعريف بها.
كانت هذه المقالة استمرارا لمقالة سابقة عن ArGamerz الفريق المنسي رغم أنه من المحاولات القليلة في عصره لتعريب ألعاب الكمبيوتر، والذي يظن الكثر أنها لم تبدأ إلا مؤخرا. نتمنى أن تستمتعوا بها!
زياد مكية، معرب الألعاب... من هو، ما أعماله، وما هدفه؟
بدأت الاهتمام بتعريب الألعاب بعد تجربة ألعاب جميلة معربة على يد الهواة. الألعاب على منصات نينتندو مثل غيم بوي، وخاصة أتذكر منها لعبة زيلدا مينيش كاب (Zelda The Minish Cap) [2008] ونشرت وقتها في موقع فريق خارقو العادة.
كانت تجربة جميلة تركت انطباعا مؤثرا، لدرجة أني فكرت أن أكون أحد أعضاء هذا الفريق بطريقة ما. وكان هناك بعض من وقت الفراغ، وأحسست ببعض الحاجة لتطوير مهارة الترجمة لدي. ولذلك بدأت بتعريب الألعاب.
عملت عليه من فترة بعيدة... القوائم انتهت، لكن ذلك فقط ما عملت عليه. بصراحة وجود الكثير من اللفظ والأفعال التي تفضي إلى الشرك بالله عز وجل جعلتني ألغي العمل.
س: ممكن تذكر البرامج التي تستمعلها عند عمل تعريب؟
ج: برنامج تدوين، المعرب، إكسل، notepad+. ولفك ملفات الخط أدوات لا حصر لها من المواقع الروسية والصينية.
قبل أن نواصل الحوار...
عن أسباب اختفاء تعريبات الحاسب القديمة من الأنترنت
وموقع فريقنا خارقو العادة أغلق وحذفت تدويناته أيضا، والاهتمام العام بالألعاب المعربة قليل لدى الجمهور.
س: إغلاق موقع خارقو العادة في 2016 واختفاء تعريبات الحاسب التي ذكرت في منتدياته للأبد من صفحات الأنترنت أثار دهشة وخيبة أمل الكثيرين معربين ومعجبين على حد السواء. السبب المذكور وقتها عدم دفع تكاليف استضافة الموقع. ماذا كان رأيك وقتها؟
ج: كنت بعيدا عن
الموضوع؛ بسبب انشغالي بهم عائلتي في سورية تعرف حالنا وقتها، لكني ضد أن لا يستطيع الفريق تمويل نفسه أو حتى
تدبير مستضيف بأي موقع آخر لكني لم أستطع المساعدة بأي شيء عن نفسي.
س: كان هناك انطباع من تلميحات مشرفي ذلك الموقع أن الألعاب الحديثة أو الموجهة للكمبيوتر غير مرغوب بها. الأعذار كانت الحقوق، غضب الشركات، كونها خطر على استمرار الفريق. وكان التوجه يغلب ألعاب الريترو. حاليا لا يعترف حتى بأن التعريبات حصلت. من وجهة نظرك كمعرب، ما رأيك بعقلية التحيز لنوعية ألعاب دون أخرى؟
ج: التعصب و التحيز لنوع من الألعاب أو المنصات هو عدم إدراك لهدف الفريق الأساسي و هو إظهار جمال اللغة العربية.
بخصوص كلامكم السابق، لو ممكن طلب... ليتنا نبتعد عن الجمل التي تسيء لألعاب الريترو والتعريبات البسيطة مثل أقزام الأعمال. فلولا الألعاب البسيطة لما عرب لنا عمل جميل. أصل الفاكهة اللذيذة بذرة طيبة. حتى أعمالي للحاسوب أراها قزمة في زمن التقانات ولا أحب أن توصف أعمالي بالقزمة وما إلى ذلك... أطلب ألا يساء لمعربي الريترو، لأن التعريب في أي مجال كان هو بادرة طيبة يا طيب.
لكن التعريبات السابقة عندك، وأحب أن تبقى متاحة للجميع لما بعد مليون سنة ♥
كانت عندي أفكار بأن أعمل فيديوهات على قناتي، أشرح فيها ما عملته بالمشاريع السابقة، وما قيد العمل عليه، وأن أطلب مساعدة في الترجمة وتعديل الصور ممن هو قادر عليها. ومن يدري، قد يكون ذلك الوقت قريبا.
تعريبات للمجتمع العربي الإسلامي
س: ظهرت آراء كثيرة في تلك الفترة عن مسألة التعريبات التي تستوفي الشروط الاسلامية، حسب تسمية البعض. نذكر بادرات مثل موقع "رحيق" الذي يوزع ترجمات نيس في محاكي متصفح عطل ميزة الصوت وتحميل الروم.ما هو رأيك في المسألة؟ ما هي قائمة هذه الشروط، أم أن كل حالة يحكم عليها على حدة؟
ج: لا ابالغ في مضمون اللعبة المقبولة، لسنا في معرض التقييم المقبول. في المجمل المقبول في مجتمعنا العربي، اللغة السليمة الخالية من الشوائب الأخلاقية، و كذلك الصور السليمة. لذلك قلت لك نحتاج للجنة او مؤسسة أو هيئة جامعة لجهودنا و أنتم الصحافة و المدونين هم خير من يوصل هذه الرسالة، والمعظم (للأسف) لا يهمه محتوى اللعبة و لا يشاركنا هذا الرأي.
التعريب هو أحد مراحل عملية Localization والتي تعنى بجعل المنتَج يهم المنطقة التي سيتم التسويق له فيها.
س: ما الضمانة التي يعول عليها كي يلتزم المعربون باتباع هذه الشروط الرقابية، مع أن ساحة التعريب لا تخضع لهيئة مركزية؟
ج: في النهاية، هو أسلوب عمل لا تستطيع ان تفرض على الأشخاص رأيك أثناء عملهم ، إنما التقييم يعطى بعد تجريب منتجهم النهائي. ولا ننسى أمرا مهما، هو أن الأغلبية المطلقة لمن يعملون في بحر التعريب هو على سبيل الهواية، بالتالي لا تستطيع أن تحكمهم بمعايير.
فكرة لتصميم غلاف تعريب لعبة ما، بدون تحديد اسم فريق معين. مصدر الصورة: زياد مكية
س: عندما تقول localization ، فأنت تصف عملية تحويل عمل أجنبي إلى عمل ناطق باللغة العربية، لكن ما عناصر هذه العملية في تصورك؟ هل عندك تعريف لهذا المصطلح لجمهور المعربين الجدد؟
ج: المفهوم التقليدي هو لغة، و خطوط، و صوتيات تناسب الجمهور المستهدف كمنطقة للمنتج. لكن المفهوم الحديث، هو كل ما يمكن عمله لتناسب اللعبة الجمهور المستهدف بما يتعدى ذلك الصوت و اللغة. مثال: البعد عن عبارات و ايحاءات غير مناسبة، عدم المساس بالأديان، احترام ثقافة المنطقة المستهدفة...
س: اليوم هناك نشاط كبير في ساحة التعريب، كل شهر تنزل اصدارات شهرية رسمية أو هاوية. كذلك الجمهور متلهف على تجربة تعريبات جميع أجيال الألعاب. وحتى شركات الألعاب فيها ناس يعجبون بتلك الانجازات.
ما تعريباتك المفضلة من بينها؟ وما الناحية التي تعجبك أكثر، وما المآخذ التي لك عليها؟
ج: أحب أن أجرب كل ما هو من نتاج الإخوة المعربون ... لكن لم أملك قط جهاز كونسول و حتى حاسبي لا يتعدى الالعاب المتوسطة و المحاكيات الخفيفة 😳 لذا أنا محكوم بما أستطيع تجربته.
مقابله خرافيه وعاشت ايدكم
ردحذفو اتمنى الاستمرار بهاي المقالات و المقابلات مع المعربين
صدك عرفنه انو تاريخ المعربين قديم و قوي الحمد لله