الكابتن ماجد - اسم واحد، ومسميات عديدة!

 بسم الله الرحمان الرحيم،

كتبنا لكم عن تاريخ الكابتن ماجد، وخاصة لعبة الكابتن ماجد 2 التي كانت أول لعبة معربة على جهاز النيس وقد عمل عليها عدنان في 1993... المقال أعجب الكثيرين وأشاد الكثر به لدقته وللمعلومات فيه، لكن تواصل معنا متابعون كثر بمعلومات جديدة مذهلة... وهذه المعلومات بحد ذاتها تستحق سردا جديدا ومقالة جديدة، فتمسكوا جيدا لأننا سنحكي الكثير ونتعمق في التفاصيل جدا.

لكن أول شيء هو أن نحاول أن نتفق ماذا تعني عبارة "الكابتن ماجد" من الأساس...



أولا... ماذا نقصد بعبارة "الكابتن ماجد"؟

هذا السؤال مهم أكثر مما يتبادر للذهن من أول وهلة، لأن هذه العبارة يقصد بها 4 أعمال مختلفة (!) وليس فقط العمل المعروف.

مجلة ماجد الإماراتية (28 فبراير 1979)

هذه المجلة بطلها طفل إماراتي باللباس الخليجي، كانت تصدر أسبوعيا، وكانت معظم قصصها كومكسات من رسامين عرب من مختلف الجنسيات العربية. وعلى عكس ما يعتقد أو يشاع أو يتبادر للذهن بسبب تشابه الشعارات، ففكرة الاسم الأولى منهم. في الواقع كان العقد الأول والثاني من عمر المجلة (ما يسميه متابعوها "عهدها الذهبي") يتميز بتراث عريق من الكومكسات من قبيل "شمسة ودانة" و "كسلان جدا" وغيرها سواء المتأثر بالكومكس الغربي أو الذي عمل لونه الفني الذي ألهم حتى رسامين أجانب. بأي حال، هو موضوع يستحق حديثا طويلا، لكنه ليس في معرض حديثنا لهذا المقال، وللحديث شجون.


طبعا، ماجد في هذه المجلة مجرد طفل، وليس لاعب كرة قدم.




تغير مدير تحرير المجلة وتناقصت المبيعات واختفت الكثير من الأعمال السابقة، لكن المجلة حاولت، عدا التحول إلى نشرة شهرية، أن تجدد من نفسها، لكن أفقدها ذلك هويتها السابقة وحتى جلب لها بعض الجدل بسبب انحدار جودة القصص الجديدة.

مجلة ماجد من YOUNG FUTURE (أواخر الثمانينات)

هنا يبدأ الموضوع بالتعقد بعض الشيء.  شكر خاص لـ DerbyDali ومنتديات عرب كومكس على الكثير من المعلومات.
عندما نحكي عن Young Future LTD. فهي الشركة الأم لأستوديو الزهرة (أستوديو الدبلجة نفسه) وسبيستون (القناة التلفزيونية) ولها أيضا أنشطة في بيع السلع والألعاب والأشرطة و... المجلات، بالتعاون مع موزعين محليين في الخليج (مثل تهامة، في البداية)... ومقرها كان في اليابان. في الواقع بدأ كل شيء مع المجلات.

اشترت هذه الشركة حقوق أعمال كثيرة... أوروبية وأمريكية (!) في حوالي 1982 على غرار الفهد الوردي ونقار الخشب ولوني تونز وطبعا توم وجيري وحتى باربي، وعملت منها مجلات ورقية وسلعا ولعبا مثل السيارات والدمى الناطقة وغيرها... وطبعا اشترت هذه الرخص من دور نشر مجلات ورقية أوروبية.



وكانت بداية مجلات عديدة، كل مجلة تحمل اسما لهذه الشخصيات... ومن بينها طبعا اسم "الكابتن ماجد".
لكن فيم استخدموه؟ الجواب غير متوقع...
كومكس بريطاني بعنوان Billy's Boots استمر من 1970 حتى 1990 وكان له رواج في بريطانيا فقط لسبب ما، مع أنه حصل على ترجمات هولندية وتركية وبنغالية لم تعمر كثيرا. وتدور القصة عن حذاء سحري يجده لاعب كرة قدم فاشل وينجح فيه بكسب احترام فريق كرة القدم في مدرسته الابتدائية، لكن الحذاء يسرق منه والقصة تتدهور وتصير عن مصائبه الشخصية وينسى المؤلف كرة القدم، بل يغيرها إلى لعبة الكريكت والتي طبعا يجد لها أحذية سحرية جديدة.

حاولت يونغ فيوتشر ترجمة هذا. لكنها سئمت منه بعد 3 أعداد شهرية. فتظاهرت أنه لم يحصل، ثم...

 




قررت يونغ فيوتشر أن تغير القصة إلى عمل مانغا لا علاقة له جملة أو تفصيلا بعمل "أحذية بيلي"، لكن بقي الاسم "الكابتن ماجد" على أمل أن متابعي المجلة أغبياء ولن يلاحظوا تغير القصة برمتها.

هذا الأسلوب في نشر الأعمال مع أنه مفاجئ جدا كان موجودا في الثمانينات. مثلا، الدبلجة الإنكليزية لأنمي Macross كارثة قانونية خلطت بين ثلاثة أنميات مختلفة وفوق هذا كله عطلت أصحاب الحقوق الأصليين في جميع محاولات إعادة نشرها حتى بعد عقود طويلة. وكذلك توجد القصة المشهورة كيف اكتشف هاياو ميازاكي أن فلم نوسيكا نشر بنسخة مقطعة جدا في أمريكا وباسم مختلف وبتركيز على "لقطات الأكشن" التي يصادف أنها مشاهد الحرب التي تناهضها رسالة المؤلف لكنها الجزء الوحيد الذي أعجب الناشر الأمريكي.

السؤال فعلا: كيف يرضى الناشر الأصلي بنشر عمله مبتورا وناقصا هكذا؟ الجواب هو "لا يرضى"، ولهذا السبب نلاحظ أن نسخة الريميك الجديدة من أنمي Captain Tsubasa عندما دبلجت للغة العربية حافظت على اسم "كابتن تسوباسا" وتركت المصيبة القانونية هذه (التي هناك احتمال كبير جدا أنها ملكية تجارية مسجلة عند الشركة الأم لسبيستون، والتي ليست الشركة التي تولت نشر الريميك -بل قناة سعودية- ولا التي دبلجته -بل استوديو مصري، وبالتزامن مع البث الياباني- )

أما عن رضا الجمهور، فذلك شيء آخر. قبل أن يركز أصحاب الحقوق اليابانيون كثيرا في السنوات الأخيرة مع الزهرة، كانت تحصل غرائب من نوع أن الكابتن تسوباسا يروج لشركة حليب سورية، وأن أوجوماجو دوريمي تروج لمتجر لعب أطفال سعودي، وأن المحقق كونان يروج لديجيمون والقط السايبورغ وشركة معجون أسنان، وأن حوارات في انمي القناص (نسخة 99، أرك العناكب) وكونان  (مواجهة جين الأولى مع شيري) غيرت حتى تحاول إقناع المشاهد أن العمل انتهى وأن القصة حلت وأنه لا توجد مواسم أخرى... لكن هناك من يعذر هذا بتعلة أن العمل للأطفال أصلا ولن يفهمه أحد وأن حجب المحتوى للمحافظة على الأخلاق لو التقط بعض هذه التفاصيل فلا بأس ويمكن غض النظر عنها.

إلا أني أخالف هؤلاء الرأي. هذه الشركة بالأساس شركة تجارية، وهذه التصرفات التي يتحدث عنها مقالنا محسوبة لمصلحة تجارية واضحة، ومهما كانت التعلات فهي ليست لصالح العمل وليست لأسباب أخلاقية، والدليل على ذلك أن نفس الشركة حاولت ترجمة أعمال من الواضح جدا أنها لا تناسب أبدا الجمهور العربي وتصنيفها يطرح علامات استفهام كبيرة لماذا ترجمت من الأساس.

... لكنها لم تغيره للكابتن تسوباسا، بل لمانغا من كودانشا عن لاعب كرة قدم لكن بعنوان Soccer Sakikage وحتى هذه النسخة لم تستمر طويلا.
العمل بحد ذاته اختياره غريب، لأنه من قصة مانغا قصيرة جدا لم تتجاوز في اليابان ثلاثة مجلدات فقط، نشرت في 1984 في اليابان في المجلة الأسبوعية Monthly Shonen Magazine KC ورسمها نودا شيغيرو. والمذهل أكثر أن هذه المانغا شبه مجهولة... بل لم تترجم لأي لغة عدا هذه النشرة العربية الورقية المزرية!




 


المضحك في الأمر هو أن أسلوب نشر المانغا كان جديدا على السوق العربية وقتها، مع أن الكومكسات الأوروبية كانت تطبع بالأبيض والأسود، أو بحبر ملون واحد (مثل الأحمر أو الأزرق) بدل الألوان الطباعية الكاملة. لم تكن يونغ فيوتشر بحاجة لإعادة رسم الفقاقيع أو عكس الألوان، لكن حتى مع أعمالها السابقة لم يكن يلاحظ منهم الخبرة الكافية في التعامل مع الكومكس مقارنة بدور نشر مثل دار المعارف والهلال وبساط الريح وغيرهم.

فاقترحت دار النشر على المتابعين... تلوين العمل بأنفسهم (!) وكما يعلم أي متابع للمانغا فهذه الفكرة... فظيعة، وتشوه العمل، وحتى عندما قام بها بعض الرسامين رسميا غيروا في التحبير الأصلي ليناسبها. لكن نظن أن النسخ المطبوعة النادرة من هذا العمل صار فيها شيء من هذا النوع:


مانغا الكابتن تسوباسا! ... في نفس المجلة، وكأن شيئا لم يكن (1990)

وبعد هذا كله... قررت يونغ فيوتشر أن تسحب البساط مرة ثالثة من تحت من يحاولون فهم قصة ما تنشره، وغيرته هذه المرة لعمل كابتن تسوباسا الذي بدأ نشره الياباني في 1981 وكان العمل الأشهر عالميا (وظهر بعدة أسماء في أوروبا، وحتى هي غيرت أسماء الشخصيات فمثلا Olive & Tom كان اسمه الفرنسي)

لكن ماذا كانت فكرة يونغ فيوتشر في 1990 حتى تنجح في تعويد الجمهور العربي على هذه الشخصية الجديدة بداية من العدد الرابع؟



طبعا كما نعرف، فأبطال المانغا اليابانية في ذلك الزمن فتيان يتشابه رسمهم، عيونهم كبيرة، وشعرهم مشوك. بالتالي، أنتج أحد الرسامين العرب غلافا فيه كائن مستنسخ غريب بشع يجمع بين صفات بطلي العملين، وهو نفسه الذي يظهر مع عنوان المجلة. تركوه هكذا لفترة، ثم رجعوا للرسوم اليابانية الأصلية لكابتن تسوباسا. ومع الأعداد القادمة، اختفى الكائن المرعب من أغلفة المجلة، ونشرت دار النشر مجلدات مانغا مصغرة تجمع تلك القصص في مكان واحد.

أيضا... العدد الرابع الذي فيه ظهور الكابتن تسوباسا العربي الأول كان مختلطا أيضا بشخصية أستريكس من مجلات الكومكس الفرنسي، تحت اسم "فهمان وشمشوم" وقد حصلت بالكاد على أي ترجمات عربية.

هذه المرة الكابتن تسوباسا لاعب كرة قدم في الابتدائية طموحه يتجاوز لعب الكرة مع مدرسته، بل معه مدرب من البرازيل له قصة مأساوية، وأصدقاء يصارعون الموت، وحتى بنت معجبة به تشجعه عن بعد، ورحلة حول العالم هدفها كسب بطولة كأس العالم. لا عجب إذن أنها أطاحت بماجد السابق.


مانغا الكابتن تسوباسا أساسا موجهة لأطفال الابتدائية وبالكاد فيها أشياء خادشة للأخلاق العربية، باستثناء قبر حولوه في المانغا المترجمة إلى "نصب تذكاري للنادي"، ومنتخب السعودية الذي يواجهه فريق تسوباسا (الياباني) وقد حذفوا وجوده في نسخة الزهرة/يونغ فيوتشر لكن تركوه في النسخة التي أشرفت على دبلجتها وبثها قناة سعودية.
لكن هذا لا يعني أن الترجمة كانت أمينة. بالعكس. جودة التحبير والخط كانت رديئة جدا، والنصوص والحبكة غير مفهومة إجمالا، وهذا الشيء لم يتغير كثيرا في مسيرة الزهرة.

وبمناسبة الحديث عن الدبلجة والزهرة، أستوديو الزهرة تأسس في 1986 في سوريا لكن لم يبدأ أنشطته إلا في 1992 مع دبلجة جزئية لماوكلي فتى الأدغال (اسمه الأصلي Shonen Mowgli )، دبلجت 26 من أصل 52 حلقة على سبيل التجربة، ودبلج الباقي بعد نجاح التجربة، إضافة إلى فلم الأنمي فرسان الفضاء (اسمه الأصلي Odin: Starlight Munity وحتى هو، مع أنه 140 دقيقة فقط، قسموه على جزئين، لأن البدايات صعبة...) وكان البث في التلفزيون السعودي وعلى أشرطة للسوق السعودي من الشركة العالمية للصوتيات والمرئيات. ربما يستغرب بعض المتابعين العرب، لكن السعودية ودول الخليج كانت السوق الأول لأستوديو الزهرة، وبلغ ذلك أن بعض الأعمال لم تنشر أبدا خارجها حتى أن الكثيرين تفاجؤوا بوجودها.

في الأثناء، طلبت يونغ فيوتشر من أستوديوهات الشرق الأدنى في الأردن دبلجة أول 55 حلقة من أنمي الكابتن ماجد. وهذا الأستوديو هو نفس الأستوديو الذي عمل على دبلجات ليدي ليدي (Hello Lady Lynn) وبعض الأعمال الرياضية مثل  عمل عن كرة البيسبول بعنوان "نصف بطل" (Miracle Giants Dome-kun) وهو اختيار غريب للجمهور العربي الذي لا يحب هذه الرياضة، و "الهداف" وهذه المرة هذا عمل كرة قدم (Ganbare, Kickers!) وبطله أيضا غيروا اسمه إلى "الكابتن رامي" (لكن أدت صوته إيمان هايل، وليس سهير فهد مثل "ماجد" تسوباسا النسخة الأردنية).

لاقى الكابتن ماجد نجاحا بنسخة الأنمي العربي، لكن شركة يونغ فيوتشر حولته لتكمل دبلجة الحلقات المتبقية (وعددها 73) أستوديوهات الزهرة السورية. وبعد ذلك بفترة تطور عمل أستوديو الزهرة مع شراكتهم مع Animation International (التي مركزها هونغ كونغ) لشراء تراخيص الحقوق لهم، إلى أن حصلت تغيرات كبيرة لاحقا. 

بعدها بسنتين أو ثلاث، ألهم نجاح أنمي الكابتن ماجد شركات أخرى، مثل راكتي الإماراتية (بطواقم من جنسيات مختلفة، بسبب تعكر علاقات بعض الدول العربية مطلع التسعينات لدرجة رفض شراء أعمال بعض الدول ما جعل بعضهم يغير اسم الدولة إلى اليونان أو يحذف أسماء بعض الممثلين)، لدبلجة الكابتن رابح، وهو أنمي كرة قدم آخر (Moero! Top Striker) وهذه المرة سبب تسميته "رابح" من اللاعب الجزائري رابح ماجر أول لاعب عربي حقق كأس رابطة الأبطال الأوربية. طبعا قد يتساءل البعض لماذا المدبلج يعطيهم أسماء عربية هكذا على هواه، لكن الأمر في الواقع أتى أكله والكثير من لاعبي كرة القدم العالميين في العقود الماضية سواء من العرب أو الأوروبيين يحكون عن هذه الأنميات أنها رغبتهم في ممارسة كرة القدم والنجاح فيها عالميا.

أما عن الزهرة، فقد أكملت دبلجة السلسلة إلى حد ما، لكنها تخطت بعض الأحداث، أعادت دبلجة الجزء الثالث كي يصير كل اللاعبين يشكرون حليب نيدو السوري ويعددون أفضاله في جميع الحلقات وفي كل حركاتهم وسكناتهم. ثم دبلجت بعض الأفلام لكن قطعتها بحيث تصير "حلقات" لجزء رابع، ثم دبلجت جزء "الشبح" الذي هو إعادة إنتاج تقدم القصة من بدايتها لنهايتها بشكل مختصر.

بعد ذلك خسرت حقوق العمل، وذهبت إلى شركة MBC التي تبثه حاليا بشكل متزامن مع البث الياباني وبدون تغيير كبير في الأحداث، مع أصوات مصرية وتسميات العمل الأصلي وليست الأسماء المعربة (التي يختلط أمرها عليهم). لكن لا تحزنوا على الزهرة كثيرا! لأنها حولت إلى "أبطال الكرة" (Inazuma Eleven) الذي فيه نفس الفكرة لكن بدرجات مبالغة أكثر، وهو أنمي مستوحى من ألعاب فيديو نشرت بداية من 2007. وطبعا غيرت أسماء الشخصيات وحتى في بعض الأحيان جعلتهم بناتا لو عدت مظهر الشخصية وتصرفاتها لا يناسب اسمها.

كابتن تسوباسا في الألعاب، والتعريبات الرسمية

لا تخفى شهرة سلسلة تيكمو لألعاب كابتن تسوباسا والتي بدأت على جهاز كمبيوتر العائلة Famicom/NES ثم استمرت أجزاؤها في منصات أخرى وتوقفت مع الخامس، قبل أن تفقد Tecmo الحقوق... حكينا عن ذلك مرور الكرام في مقال سابق، لأنها في الواقع من بين أولى ألعاب الفيديو التي تتحصل على تعريب، لأن عدنان وهو من أنتج ذلك التعريب للعبة كابتن تسوباسا 2، كانت عنده قناعة قوية أن الطفل العربي يستحق أن يستمتع بالألعاب.

هذا العمل نفسه لاقى رواجا في السوق العربية مع أنه بدون ترخيص من المطور الأصلي، وعومت السوق العربية بنسخ مقلدة صينية منه، ولكن الإنجاز بقي ولم يتمكن أحد من التشكيك فيه أو التعتيم عليه.

يذكر أن هذه الألعاب متقدمة تقنيا بمعايير النيس (خاصة فكرة كرة القدم كمعركة، والتقديم البصري السينمائي لمشاهد الحركة، وكأنك تشاهد عمل الأنمي نفسه) حتى صار الجمهور الياباني نفسه يطالب بإعادة نشرها، مع أنها مثل معظم ألعاب الأنمي محاطة بمشاكل حقوق كثيرة... وحصل ما لم يكن في الحسبان، إذ أن جهاز NES Classic الذي عدد ألعابه محدود حصل في اليابان على نسخة ثانية خاصة بها ألعاب مستوحاة من أعمال مؤلفين عملوا في Shounen Jump ومن بينها دراغون كويست (مع أنها لعبة في الأصل) لكن أيضا الكثير من ألعاب الأنمي... والكابتن تسوباسا محبوبة إلى درجة أن الجزئين معا أضيفا.

أما عن الأسواق الأمريكية والأوروبية، فهناك من اهتم بها كلعبة وحاول ترجمتها بالاستغناء عن عناصر الأنمي (المرتبطة بتراخيص نشر معقدة) وقد نجحت نينتندو الأمريكية في ترجمة الجزء الأول بالفعل (بمسخ جميع الشخصيات إلى شخصيات أوروبية الملامح وشقراء) ولكن تيكمو حاولت بدورها إنتاج نسخة مشابهة لجهاز سيغا ميغادرايف في 1992 بقصة وحبكة وشخصيات تشبه أكثر شخصيات الكابتن تسوباسا لكنها حصرية لذلك الجزء. هذا الجزء للأسف فشل إصداره لأن سيغا وقتها ولسبب مجهول كانت إدارتها غبية جدا وعملت تضييقات أكثر على ما يستطيع الناشرون الخارجيون نشره على الجهاز، لكن اللعبة الملغية تسربت وهي ممتعة بنفس قدر الألعاب الأخرى، مع أن قصتها في غاية الغرابة.



لكن هل توقف التاريخ هنا؟ طبعا لا، فما بناه عدنان أكمله جمهور عربي محب للغته ولهذه الأعمال أوصل صوته للمطورين. وفوق ذلك، تذكر المطورون أن أسلوب تيكمو في إخراج اللعبة محبوب جدا، وحاولوا تقليده أو استلهام الأفكار منه... وكانت النتيجة ممتازة.

شعبية الكابتن تسوباسا لم تخف على شركات التطوير اليابانية نفسها، فقد أضافت KLabs اللغة العربية لغة رئيسية للعبة الكابتن تسوباسا للموبايل Captain Tsubasa: Dream Team في حوالي 2017، 


 

وكذلك فعلت نامكو بانداي مع لعبتهم للكابتن تسوباسا Captain Tsubasa: Rise of New Champions للحاسب وأجهزة الألعاب المنزلية. هذه كانت من بين المحاولات الأولى للشركة في تعريب الألعاب جملة وتفصيلا، وهذا يبرز ثقتهم باسم العمل.




الشيء الغريب في خضم هذا كله أن هناك ألعابا مثل Captain Tsubasa Ace للموبايل رجعت تستخدم أسماء الدبلجة العربية القديمة (ماجد كامل، ياسين، إلخ) للشخصيات مع أنها جاءت بعد هذه المحاولات الأولى، مما يوحي أن ترك تسمية "الكابتن ماجد" لم يكن بالضرورة سببه الحرص على الأمانة بقدر ما هو تجنب للمشكل القانوني الذي ليس صعبا استنتاجه من حديثنا أعلاه. كما أن التعريب الرسمي (الذي نزل في مطلع 2024) كان من بين اللغات الرئيسية للعمل وقبل حتى اللغات الأوروبية، ما يبرز أهمية العمل وشهرته في السوق العربية.




هذا المقال مقدمة لأمور جميلة أخرى اكشفناها مؤخرا، وقد لاحظتم بعضها مع مقالات سابقة، مثل دبلجة كاغليوسترو وغيرها. لكن الكثير من المعلومات المذكورة هنا ستفسر سياق ما ستحكي عنه مقالاتنا القادمة بحول الله تعالى.


إرسال تعليق

1تعليقات
إرسال تعليق

#buttons=(قبول !) #days=(20)

يستخدم الموقع ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك.
Accept !